البشت والكحل العربي في لوائح “اليونسكو” للتراث اللامادي السوري
يشكل التراث اللامادي في سوريا جزءًا محوريًا من الهوية الثقافية، حيث يتم الاعتراف به عالميًا من قبل منظمة اليونسكو. في السنوات الأخيرة، تم إدراج كل من الكحل العربي والبشت ضمن قوائم التراث العالمي، مما يعكس أهمية الممارسات والعادات المرتبطة بهما في المجتمع السوري. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذين العنصرين الثقافيين، ومدى تأثيرهما على الهوية السورية، بالإضافة إلى أهمية توثيقهما وحمايتهما.
أهمية التراث اللامادي
التراث اللامادي يُشير إلى العناصر الثقافية التي تُشكل الهوية الوطنية مثل الأساطير، العادات، وأشكال التعبير الفني. وعلى الرغم من أن هذه العناصر ليست مادية، إلا أن تأثيرها على المجتمع والثقافة كبير. يُعتبر التراث اللامادي أداة هامة للحفاظ على الهوية الثقافية وتوطيدها، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تواجهها سوريا.
إدراج الكحل العربي في اللوائح العالمية
تم إدراج الكحل العربي في قائمة التراث اللامادي في 11 ديسمبر 2025. يُعتبر الكحل العربي جزءًا لا يتجزأ من التراث الجمالي للمرأة السورية، حيث يُستخدم في العناية بالجمال ويتضمن تقنيات تقليدية عريقة. الاستخدام الدائم للكحل يعكس الثقافة الجمالية الفريدة والتي تعود إلى قرون.
التقنيات التقليدية للكحل العربي
تختلف تقنيات استخدام الكحل العربي بين المناطق السورية، ولكن هناك بعض العناصر المشتركة. تُستخدم مكونات طبيعية مثل العسل، والحوامل الطبيعية، وأحيانًا بعض الزيوت العطرية. يتم تحضير الكحل بطرق تقليدية تتضمن طحن المكسرات والمعالجة اليدوية لضمان الجودة والنقاء.
رمزية الكحل العربي في الثقافة السورية
الكحل ليس فقط للزينة؛ بل هو جزء من التراث الثقافي والفني. يُعتبر رمزًا للجمال والأنوثة، ويظهر في المناسبات الاجتماعية المختلفة. كما يُعد جزءًا من التقاليد التي تُنقل من جيل إلى جيل، مما يعزز الهوية الثقافية السورية.
إدراج البشت في اللوائح العالمية
تم إدراج البشت (البردة الرجالية التقليدية) في قائمة اليونسكو في 10 ديسمبر 2025. يُعتبر البشت رمزًا للوجاهة والفخامة في المجتمع السوري، حيث يُرتدى في المناسبات الرسمية والأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى.
تاريخ البشت ومكانته في المجتمع السوري
يعود تاريخ البشت إلى العصور القديمة، وقد أصبح رمزًا لتقاليد معينة في العديد من المجتمعات العربية. يتميز بتصميمه الأنيق وقصته الواسعة، مما يمنح مرتديه مظهرًا متميزًا. يُنسج البشت غالبًا من الصوف أو الأقمشة الثقيلة، وغالبًا ما يكون مزينًا بتطريزات رائعة. يعكس البشت التراث الحرفي السوري والأسلوب التقليدي الذي يمتد عبر الأجيال.
البشت كمصدر لدعم الحرف التقليدية
إنتاج البشت يتطلب مهارات عالية في الحرف اليدوية، مما يجعلها مصدرًا مهمًا لدعم الحرف التقليدية والأسواق المحلية. يعتبر الحرفيون الذين يصنعون البشت جزءًا من التراث الثقافي، ويجب حفاظهم على هذه المهارات ونقلها إلى الأجيال القادمة.
تأثير إدراج هذين العنصرين على الهوية الثقافية
يساعد إدراج كل من الكحل العربي والبشت في قوائم اليونسكو على تعزيز الهوية الثقافية السورية. يمثل ذلك اعترافًا عالميًا بأهمية هذه العناصر الثقافية، ويعزز الفخر الوطني بين الناس. كما تُعتبر هذه الإضافات دليلاً على غنى وتنوع التراث السوري، مما يُشجع السياحة الثقافية ويعزز الاقتصاد المحلي.
تعزيز الحرف والأسواق المحلية
تساهم حماية التراث اللامادي في تعزيز الحرف والأسواق المحلية. يمكن أن تحفز الزيادة في الوعي بالتراث الثقافي على نمو السياحة، حيث يأتي الزوار لاستكشاف التقاليد الثقافية والعادات السورية. كما أن زيادة الطلب على الحرف التقليدية قد تفتح آفاق جديدة للحرفيين.
الحاجة إلى توثيق مستمر ومنهجي للتراث اللامادي
من المهم الحفاظ على تراثنا اللامادي من خلال توثيقه بشكل مستمر ومنهجي. يتطلب هذا جهداً من المجتمع، والنخب الثقافية، والمختصين في التراث، حيث ينبغي العمل على تطوير برامج تعليمية تهدف إلى توعية الأجيال القادمة بقيم التراث السوري وأهميته.
طرق توثيق وتنمية التراث اللامادي
يمكن استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة لتوثيق التراث اللامادي من خلال إنشاء قواعد بيانات تشمل معلومات متعلقة بالثقافات والتقاليد. كما يمكن تنظيم ورش عمل ومؤتمرات لتسليط الضوء على أهمية التراث وتنمية الوعي حوله.
الخلاصة
يمثل كلا من الكحل العربي والبشت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية السورية، وقد ساهم إدراجهما في قوائم اليونسكو في تعزيز الفخر الوطني وزيادة الوعي بأهمية التراث الثقافي. يتطلب الحفاظ على هذا التراث جهودًا متواصلة من المجتمع، مع ضرورة توثيق مستمر وتطوير برامج للحفاظ على المهارات والحرف المتعلقة به.
المصدر: إناب بالادي