تيه الخط… الحرف العربي شاهد على ذاكرة الثورة السورية في معرض صالح الهجر
افتتح في صالة الشعب بدمشق معرض فني بعنوان “تيه الخط” للفنان صالح الهجر، تحت رعاية وزارة الثقافة. هذا المعرض يُعد نافذة لتوثيق ذاكرة الثورة السورية من خلال فنون الحرف العربي. حيث يتضمن المعرض نحو 30 عملاً فنياً أنجزها الفنان بين عامي 2014 و2025، تتناول مواضيع عدة منها تدمير المدن وتوثيق كتابات المعتقلين.
المعرض وتجربة فنية هجينة
يُعبر المعرض عن مراحل الثورة السورية باستخدام الحرف العربي كوسيلة فنّية تعكس المعاناة والأمل. تتنوع الأعمال المعروضة في أسلوبها وموضوعاتها، حيث تقدم تجربة فنية هجينة تجمع بين الضياع والانتصار، ما يعكس حالة الانتفاضة والثورة في المجتمعات المتأثرة بالصراعات.
محاور المعرض
يوجد في المعرض ثلاثة محاور رئيسية:
- تدمير المدن: يتناول هذا المحور ما حدث من دمار وخراب في المدن السورية، وكيف أثر ذلك على الهوية الجماعية.
- المعاناة في السجون: يعكس هذا المحور المعاناة التي واجهها المعتقلون، من خلال إعادة إنتاج كلمات ورسوم تعكس تجاربهم المأساوية.
- الاحتفاء بالنصر: هنا يحتفي الفنان بما تحقق من انتصارات ونجاحات رغم كل المعاناة.
أهمية الحرف العربي كوسيلة تعبير
لا يُعتبر الحرف العربي مجرد كتابة فقط، بل هو لغة بصرية عابرة للحدود. فهو يمثّل رمزاً ثقافياً وتاريخياً يعبّر عن الهوية والتاريخ العميق للإنسان العربي. كما أن استخدامه في الفنون يمكن أن يسهم في تنمية الشعور بالانتماء والهوية لدى الأجيال الجديدة.
الفن كوسيلة للتعبير والذاكرة الثقافية
يسلط المعرض الضوء على أهمية الفنون كوسيلة لتعزيز الذاكرة الثقافية والتاريخية. فالفن يمكن أن يكون أداة فعالة لرواية القصص، والتعبير عن القضايا الاجتماعية، والسياسية، والإنسانية. يعتبر صالح الهجر أحد الفنانين البارزين الذين استخدموا مهاراتهم الفنية لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري.
عمل الفنان وتقنيات العرض
يعتمد صالح الهجر في أعماله على تقنيات متنوعة، منها استخدام الألوان الأكريليكية وأحجام كبيرة تعبر عن ضخامة المواضيع التي يتناولها. حيث تمثل أعماله عبارات من جدران السجون كجزء من الذاكرة الجمعية، مما يضيف بعداً جديداً على تجاربه الشخصية وتجارب الآخرين.
دعم الأعمال الإنسانية
من منطلق إنساني، سيتم تخصيص ربع ريع المعرض لدعم الأسر المتعففة، مما يعكس روح التضامن بين الفنان والمجتمع. هذا الأمر يعزز من دور الفن كوسيلة للمعالجة الاجتماعية، ويساهم في تعزيز الروح الجماعية.
استنتاجات عملية
يمكن اعتبار هذه التجربة الفنية فرصة لإعادة بناء الهوية الثقافية وتعزيز الذاكرة الوطنية لدى الشعوب المتأثرة بالصراعات. استخدام الحرف العربي كوسيلة للتعبير الفني يسهم في عملية المصالحة والتعافي، مما يعطي آملًا جديدًا للمستقبل.
دعوة للحضور والمشاركة
نشجع الجميع على زيارة المعرض والتفاعل مع الأعمال الفنية المقدمة. من المهم دعم الفنانين الذين يحملون صوت الشعوب ويتحدثون عن قضاياهم من خلال الفن. فالفن هو جسر يربط بين الثقافات ويعزز من الفهم المتبادل.
للمزيد من المعلومات حول المعرض والفنان، يمكن الرجوع إلى المصدر: المصدر.