لافروف يتهم واشنطن بتعزيز نزعة الانفصال عند “قسد”
في تصريحاته الأخيرة، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة الأمريكية بالتلاعب بالدعم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما يعزز النزعات الانفصالية في شمال شرق سوريا. جاء ذلك خلال مقابلة له مع التلفزيون الإيراني، حيث أشار إلى أن هذه السياسة لم تتغير منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق.
الرسالة من موسكو
شدد لافروف على ضرورة بدء حوار وطني شامل في سوريا لضمان وحدة الدولة وتحقيق السلام النهائي. ووفقًا له، فإن دعم روسيا لحكومة سوريا منذ عام 2015 يُظهر التزامها بمحاربة الإرهاب وتعزيز استقرار البلاد. حيث قال: “إن استمرار الدعم الأمريكي لقسد يعزز الانفصال ويعقد الأمور في المنطقة.”
التعاون الإيراني والتركي
وأضاف لافروف أن روسيا تعمل على تعزيز التعاون مع كل من إيران وتركيا في جهود مكافحة الإرهاب. فقد كانت هذه الدول تعمل معًا لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة ومواجهة التحديات التي تطرأ على الساحة السورية. هذا التعاون يعتبر جوهريًا خاصةً في ظل الأزمات المتعددة التي تشهدها البلاد.
ضرورة الحوار الوطني
أكد سيرغي لافروف على أهمية إنشاء قنوات حوار بين الحكومة السورية وقسد وكل الفصائل السياسية والعسكرية الأخرى. فبدون الحوار، سيكون من الصعب تحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد. ولذلك، يُعتبر الحفاظ على وحدة الأراضي السورية أمرًا جوهريًا.
دور روسيا في إعادة الإعمار
كما قام لافروف بالتأكيد على التزام بلاده بتقديم الدعم لإعادة إعمار سوريا. حيث تتطلع روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة وتوفير الدعم في مختلف المجالات، بما في ذلك الجانب الاقتصادي. إن الدعم الروسي في الإعمار ليس مجرد خطوة إدارية، بل هو تعزيز لوجودها الاستراتيجي في المنطقة.
استراتيجيات عسكرية وتعزيز الوجود الروسي
رسّخت روسيا وجودها العسكري في سوريا من خلال إقامة قواعد عسكرية ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الجماعات الإرهابية مثل داعش. يشير المحللون إلى أن هذه الاستراتيجية تأتي ضمن إطار حماية المصالح الروسية وتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
العالم ينظر إلى روسيا وأمريكا
تتوجه الأنظار إلى كيفية تأثير هذه التوترات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على مسار الحل السياسي في سوريا. يتزايد القلق العالمي من الأوضاع المستمرة في المنطقة، مما يستدعي ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للأزمة. وكانت العديد من الدول قد شهدت حالة من الشك حيال قدرة أمريكا على المساهمة بحل فعال في النزاع السوري.
التحديات المستقبلية
تظل هناك العديد من التحديات التي تواجه سوريا، بدءًا من التحجيم العسكري وانتهاءً بالانقسامات السياسية. مما يستدعي ضرورة تشكيلة جديدة من السياسات التي تعكس تطلعات الشعب السوري في تحقيق السلام والاستقرار. يظل الحوار الوطني ورقة الضغط الأهم في هذه المرحلة الحساسة.
ختامًا
تسعى روسيا وإيران وتركيا إلى تحقيق الأهداف المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، بينما تستمر الولايات المتحدة في نهجها الداعم لـقسد. يتعين على كافة الأطراف النظر بعناية إلى مستقبل سوريا وإيجاد حلول سياسية تحافظ على وحدة البلاد.
لتفاصيل أكثر حول تصريحات لافروف، يمكنك زيارة المصدر: إناب بالادي.