لماذا روسيا تدعم سوريا؟
روسيا وسوريا: العلاقة بين روسيا وسوريا قديمة ومتجذرة في عدة جوانب تاريخية وسياسية وعسكرية. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: لماذا تدعم روسيا سوريا في هذا النزاع الطويل؟ الجواب يتعدى مجرد الاعتبارات الإنسانية أو السياسية البسيطة.
الدوافع السياسية
روسيا تدعم سوريا لأسباب سياسية واضحة تتعلق بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط. من خلال دعم النظام السوري، تحافظ روسيا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، وتحد من النفوذ الأمريكي والغربي. سوريا تمثل نقطة محورية في السياسة الإقليمية والدولية بالنسبة لروسيا.
الوجود العسكري في البحر المتوسط
أحد الأسباب الرئيسية هو قاعدة طرطوس البحرية التي تعتبر قاعدة عسكرية روسية رئيسية في البحر المتوسط. هذه القاعدة تعد ضرورية لروسيا لضمان تواجدها العسكري والبحري في المنطقة، وهي تمثل أهمية خاصة في سياق التنافس على النفوذ في البحر الأبيض المتوسط.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
روسيا استفادت أيضاً من الصفقات الاقتصادية مع سوريا، سواء من خلال صفقات بيع الأسلحة أو من خلال التعاون في قطاعات أخرى مثل الطاقة. دعم سوريا يفتح المجال أمام روسيا لتعزيز مصالحها الاقتصادية في المنطقة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها النظام السوري.
التعاون في محاربة الإرهاب
روسيا تدعم النظام السوري في محاربة الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة. هذه المشاركة العسكرية تُعتبر جزءاً من استراتيجية موسكو لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وهو هدف يتماشى مع مصالحها الأمنية.
تحديات الدعم الروسي
رغم الدعم الروسي المستمر، إلا أن هذا الدعم لا يخلو من تحديات، بما في ذلك تزايد الضغوط الدولية، وتدهور العلاقات مع بعض الدول العربية والغربية. ومع ذلك، تواصل روسيا تعزيز علاقتها مع دمشق، مدفوعة بأهدافها الاستراتيجية على المدى الطويل.