كيف دخلت إيران إلى سوريا؟
تُعد قضية دخول إيران إلى سوريا واحدة من أبرز المواضيع في الصراع السوري المستمر منذ عام 2011. بدأت إيران بتوسيع نفوذها في سوريا بشكل تدريجي، وساهمت في العديد من العوامل السياسية والعسكرية التي شكلت هذا الوجود الاستراتيجي. من خلال هذه المقالة، سنتناول كيف دخلت إيران إلى سوريا وما هي الأسباب وراء هذا التدخل.
البداية: دعم نظام الأسد
كان الدعم الإيراني للنظام السوري بقيادة بشار الأسد أحد العوامل الأساسية التي ساعدت في دخول إيران إلى سوريا. منذ بداية الأزمة السورية، كانت إيران تعتبر أن بقاء الأسد في السلطة هو أمر حيوي لحماية مصالحها في المنطقة، خاصة أن سوريا تُعدّ حليفًا استراتيجيًا لإيران في إطار محور المقاومة الذي يضم أيضًا حزب الله اللبناني والمجموعات المسلحة في العراق.
الوجود العسكري الإيراني في سوريا
بدأت إيران بتوفير الدعم العسكري للنظام السوري منذ عام 2012، حيث أرسلت مستشارين عسكريين، بالإضافة إلى تدريب القوات السورية. وفي السنوات اللاحقة، ازداد وجود الميليشيات المدعومة من إيران، مثل فيلق القدس، وهو وحدة خاصة من الحرس الثوري الإيراني، التي تمثل الذراع العسكرية الإيرانية في الخارج.
التوسع في الأنشطة الاقتصادية والسياسية
لم تقتصر علاقة إيران مع سوريا على الجوانب العسكرية فقط، بل شملت أيضًا التوسع في الأنشطة الاقتصادية والسياسية. فقد عملت إيران على إنشاء شبكة من الأعمال التجارية، بما في ذلك مشروعات في قطاع الطاقة والبنية التحتية في سوريا. كما أنها عملت على تقوية علاقاتها مع الحركات السياسية داخل سوريا بما يتماشى مع أهدافها الاستراتيجية.
الهدف الاستراتيجي الإيراني في سوريا
تمثل سوريا بالنسبة لإيران نقطة انطلاق حيوية للوصول إلى مناطق أخرى في المنطقة، مثل العراق ولبنان. كما أن إيران تسعى للحفاظ على طريق الإمدادات العسكرية عبر الأراضي السورية إلى حزب الله في لبنان. هذه الروابط الاستراتيجية تزيد من قدرة إيران على التأثير في السياسة الإقليمية، وتساهم في تعزيز حضورها في معركة النفوذ الإقليمي.
خاتمة
بذلك، فإن دخول إيران إلى سوريا لم يكن حدثًا عابرًا، بل هو جزء من خطة إيرانية طويلة الأمد لحماية مصالحها الاستراتيجية. عبر دعمها العسكري والسياسي والاقتصادي للنظام السوري، تمكنت إيران من تعزيز دورها في المنطقة وتحقيق أهدافها في التأثير على التوازنات الإقليمية. هذا التدخل يعد أيضًا عنصرًا مهمًا في الصراع المستمر الذي تشهده سوريا والمنطقة ككل.