اضطراب الشخصية الحدي: ما هو؟
يُعتبر اضطراب الشخصية الحدي (Borderline Personality Disorder) أحد الاضطرابات النفسية الهامة التي تؤثر على طريقة تفكير الفرد وسلوكه وعلاقاته بالآخرين. يتسم هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية شديدة وصعوبة في إدارة العلاقات والعواطف. في هذا المقال، سوف نستعرض أنواع وأعراض هذا الاضطراب، وكيفية تشخيصه وعلاجه.
ما هو اضطراب الشخصية الحدي؟
تعريف اضطراب الشخصية الحدي يتضمن مجموعة من الأعراض النفسية والسلوكية التي تؤثر على نمط حياة الفرد. يتميز المصابون بهذا الاضطراب بالتقلبات العاطفية الحادة، حيث قد يواجه الشخص مشاعر من الإحباط، الخوف من الرفض، والشعور بالفراغ. وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية، فإن هذه الحالة تؤثر على ما يقرب من 1.6% – 5.9% من السكان.
أعراض اضطراب الشخصية الحدي
تظهر أعراض اضطراب الشخصية الحدي بشكل متفاوت بين الأفراد، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة، مثل:
1. التقلبات المزاجية
يميل الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تجربة مشاعر قوية من النشوة ثم الانهيار، مما يؤثر على استقرارهم العاطفي.
2. العلاقات المضطربة
يعاني هؤلاء الأفراد من صعوبات في بناء والحفاظ على علاقات مستقرة، وغالبًا ما يلاحظون أن مشاعرهم تجاه الآخرين تتغير بشكل سريع.
3. الخوف من الهجر
يشعر المصابون بهذا الاضطراب بخوف شديد من الرفض أو الهجر، مما قد يؤدي إلى سلوكيات قهرية لحماية علاقاتهم.
4. تصرفات متهورة
يميل بعض الأفراد إلى الانخراط في سلوكيات متهورة مثل الإفراط في تناول الطعام أو استخدام المخدرات.
أسباب اضطراب الشخصية الحدي
تتداخل عدة عوامل في تطوير اضطراب الشخصية الحدي، وقد تشمل:
1. العوامل الوراثية
يعتبر بعض الباحثين أن التاريخ العائلي للاضطرابات النفسية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
2. العوامل البيئية
قد تلعب تجارب الطفولة مثل الإساءة أو الإهمال دورًا كبيرًا في تكوين هذا الاضطراب كما يوثق موقع علم النفس اليوم.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدي
يُشخص اضطراب الشخصية الحدي عادةً من خلال تقييم نفسي شامل من قبل مختص. يمكن أن تشمل الأدوات المستخدمة في التشخيص تقييمات معيارية ومعايير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
عملية التشخيص
ستشمل عملية التشخيص دراسة التاريخ الطبي والنفسي للفرد، وسيرته الحياتية، وأعراضه الحالية. يتضمن ذلك الحديث عن العواطف والسلوكيات والمواقف الاجتماعية.
علاج اضطراب الشخصية الحدي
هناك عدة خيارات للعلاج، والتي قد تشمل:
1. العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical Behavior Therapy) فعالاً في مساعدة الأفراد في تحسين مهاراتهم في تنظيم العواطف والتفاعل الاجتماعي. يمكن الاطلاع على تفاصيل أكثر حول هذا النوع من العلاج على موقع المكتبة الوطنية للطب.
2. الأدوية
قد يوصف لبعض المرضى الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في إدارة الأعراض الحادة. لكن من المهم استشارة طبيب مختص قبل تناول أي أدوية.
طريقة التعامل مع اضطراب الشخصية الحدي
إذا كنت تعاني أو تعرف شخصًا يعاني من اضطراب الشخصية الحدي، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
1. التعلم وزيادة الوعي
يمكن أن يساعد فهم خصائص الاضطراب وأساليب العلاج في تقليل الوصمة المرتبطة به. يُعد قراءة المقالات من مواقع موثوقة مثل مايو كلينك مصدرًا جيدًا للمعلومات.
2. البحث عن الدعم
التواصل مع المختصين أو الانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يكون مفيدًا. التفاعل مع أفراد آخرين لهم تجارب مشابهة يمكن أن يعزز من الدعم النفسي.
الخاتمة
في الختام، يمثل اضطراب الشخصية الحدي تحديًا كبيرًا ولكنه ليس غير قابل للعلاج. من الضروري تشخيصه مبكرًا والعثور على العلاج المناسب، مما يمنح الأفراد فرصة لتحسين نوعية حياتهم. إذا كنت تشعر أنك أو شخص تحبه يعاني من أعراض مشابهة، فابحث عن المساعدة من المتخصصين.
